الأربعاء، 6 يونيو 2012

البـــــاديــــــة





البادية هذه الكلمة المكونة من بضعة أحرف تعني لي الحياة التي تمنيت


 أن أعيشها أنا بدوية ولكنني لم أعش في البادية بل هي التي عاشت


 فيّ وتغلغلت في روحي


أول زيارة لي للبادية والتي أذكرها جيداً حينما كنت في الرابعة من عمري


هذا اليوم كان فريداً من نوعه لأني تعرفت على أشياء لم أكن أعرفها


وأول شيء سحرني طبعاً كانت الصحراء فلم أستوعب هذا القدر الكبير 




 والواسع من الرمال الذهبية اللامعة ومن ثم لفت انتباهي بل ذعري تلك


 الحيوانات الضخمة التي أراها لأول مرة وهي الجمال فأخذني والدي


 وحملني ووضعني على أحد هذه الجمال فشعرت بالخوف عندما بدأ


 الجمل بالنهوض فأخذت أصرخ لأني اعتقدت بأني سأقع وعلى الرغم


من إمساك والدي لي إلا أنني شعرت بالخوف وبعد هذه التجربة المثيرة


 (بالنسبة لطفلة في الرابعة) أسقاني والدي من حليب الناقة للحقيقة


 لم أحبه أبداً  وشعرت بالقرف عندما علمت بمصدره لقد كانت هذه رحلتي


 الأولى ولكنها لم تكن الأخيرة بل توالت رحلاتي إلى البادية وكنت في


كل رحلة أعشقها أكثر وأعشق تلك الرمال الذهبية..


فتسلقت تلالها وركضت على رمالها وقمت برعي الغنم وأخذ الماء من



 البئر كنت أشعر بأني أعيش في أجمل مكان في الكون وهو فعلاً كذلك


فلو رأيتم النجوم والقمر هناك لقلتم أنها تختلف عن النجوم والقمر التي



 نراها في المدينة وبسببها لم أكن أنام في الليل فقد كنت أنشغل بتأملها



وعدها وكنت أقوم بشيء مضحك لقد كنت أضع حجراً باتجاه النجمة التي



 وصلت عندها في العد لكي أكمل في الغد وعندما أستيقظ في اليوم 


التالي لا أجد الحجر طبعاً غطته الرمال فأبدأ من جديد وهكذا وفي


 نهاية الرحلة وعندما يقرر والدي الرحيل كنت آخذ معي تذكاراً من



الصحراء وهو شيء من الرمال والحجر وفي نهاية كل رحلة أفعل ذلك..


الصحراء من يجرب المبيت فيها لا يتركها أبداً وإن تركها سيعود يوماً إليها


 إن لها سحراً خاصاً مهما بعدت عنها تشعر بأنها تعيش فيك فتحن إليها


 على الدوام  وهذا هو حالي.



تحياتي

تهاني الرفاعي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.