السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الكاتب الأرمني رفائيل آراميان ( لو توقف الأطفال عن رسم الشمس
لما أتى الربيع أبدًا ، ولما رجع السنونو ولما بنى الحمام أعشاشه ).
ثم يقول : خرجت من منزلي ذلك اليوم متكئًا على عكازي ، كنت أسير
في الشارع وأفكر في تلك الريح التي محت خطواتي فوق الرمل ، هل
يمكن أن تعيد المآسي بناء الحياة من جديد؟
سمعت صراخ طفلة صغيرة : لا تدس على الرسم يا عماه.
توقفت ونظرت إلى الأسفل ورأيت فتاة صغيرة ترسم الشمس بألوان
قوس قزح على الرصيف جلست بالقرب من الطفلة وسألتها هل الشمس
تحرق؟
هتفت بحماس نعم إنها تحرق انظر ووضعت يدها على الشمس وسحبتها
بسرعة.
أخذت يدها في راحتي ونظرت إلى أصابعها البارزة والملونة بأصباغ مختلفة
آه هذا حرق خطير.
سحبت يدها بسرعة وضحكت بمرح لقد كذبت عليك يا عم وعادت إلى الرسم.
مرّ مجموعة من الناس بلا مبالاة في المكان الذي تجلس فيه الفتاة وحاولت أن
تمنعهم صرخت بقوة وتنحت جانبًا وهي خائفة.
داس المارة على الرسم وتابعوا السير.
نظرت إليّ الفتاة مبتسمة لا بأس يا عماه سأرسم الشمس من جديد!!.
ضغطت على عكازي بقوة وغرقت في التفكير حدثت نفسي كثيرًا..يمكن
رسمها من جديد ، وستنمو نباتات الربيع على الأرض التي دفنا فيها
موتانا وسيبني اليتامى ، والأطفال ، والأرامل ، والعجائز المدينة من جديد.
كل من لاقيت يشكو دهره ... ليت شعري هذه الدنيا لمن.
* * *
المصدر:
ــ كتاب متفائلون لــ عبد الكريم بن عبد العزيز القصير
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.